أحمد خاني

فبراير 14, 2014 شيخ نظمي 0 Comments

من بيازيد مدينة في كردستان الشمالية في قلب جبال هكاري موطن أول البشر ومكان أهل كهف أضافة الحياة إليها واحدا سيصبح من عمالقة الأدب صاحب ديوان ممو زين ألا وهو أحمد خاني ابن الشيخ لياس الذي ينتمي إلى عشيرة خانياني سكنة قرية خان بالقرب من بيازيد في كردستان الشمالية . وقد ولد خاني من أب فقير حتى ان أحدا لم يبالي به ليكتب يوما مولده ..مما أدى الى اختلاف كبيرفي يوم مولده بين المؤرخين فالمؤرخ محمد أمين زكي يعيد يوم مولد الخاني لسنة مابين (1000_1061هجري) ، والدكتور عز الدين مصطفى رسول يحضره إلى سنة (1061هجري) و يذكر الخاني عن مولده إلى سنة (1061م) في هذه الأبيات :هكذا ...لما أنفل من الغيبكان التاريخ ألفا وواحدا وستينولاشك فيه إن هذه الإشارة هي الحقيقة التي تقابل السنة (1650م).... والحقيقة إن أحمد الخاني كان من الفقراء ولو كان من الأغنياء أو من الأمراء لكان هرع الكثير إلي تدوين يوم مولده ، وهذا يدل على انه كان من المتواضعين في زمانهأنا عطار ولست بائع جواهرأنا قد غرست نفسي ولم يعن بتربيتي أحدجبلي أنا من هذه السفوحوهذه الكلمات من صميمي الكرديلاتحب المال يامن ملكت اسما طيباان حبه يشوه اسم لانسانأمانا لاتكن للمال حارساهكذا رأينا العالمحروبا ونزاعات من أجل المالولها باقية قادمةكان خاني ضد الحكام ودعى إلى ابتعاد عنهم ، وهذا يدل على انحداره الاجتماعي المتواضع .تلقى أحمد الخاني الدراسة على أيدي شيوخ الجوامع ومن ثم ذهب إلى المدارس المتوفرة في ذلك الوقت التي كانت موجودة في المدن الكبرى مثل تبريز و بدليس ...وهناك ظهر عليه النبوغ مبكراً وهو في الربيع الرابعة عشر من عمره وبعد إن أتم دراسته في المدينة تبريز وبدليس وسعيه إلى العلم ، زار مدنا كثيرة من أستانة إلى دمشق ومصر وزادته ثقافة في الفلسفة وأدب والعلم والتصوف ...وذاعت شهرته مقرنة بثقافة الواسعة وفي هذه الفترة من التاريخ كانت كردستان ملعبا بين العثمانيين والصفويين الذين إقتسموا كردستان بينهم بعد معركة جالديران الشهيرة سنة (1514م) وحاولت كل قوة ضم إمارات الكردية إليها لتراق الدماء الكردية على الرغم من إن لا لأكراد شيء في هذه الحروب غير التقسيم البلاد وفقر أهلها وفي ظل هذا الواقع وجد الخاني الذي كان يفكر كيف يخلص شعبه من هذا الواقع المرير وهذا كان من عوامل تكونه الفكري ...وكان الخاني يتقن عدة لغات كالعربية الفارسية والتركية بالإضافة إلى الكردية لغته الأم...وأحب الخاني الأطفال كثيرا ومن اجلهم وضع قاموس الكردي العربي .وكان الخاني يكتب باللغة الكردية على الرغم من معرفته لعدة لغات من حوله الموجودة في المنطقة وهذا يدل على انه كان يحب شعبه الكردي ويؤكد مساهمة الأكراد في بناء الحضارة العالمية رغم أن للأكراد مساهمات كثيرة في الحضارة منذ إبراهيم الخليل إلى ابن سينا الطبيب وحمو رابي واضع أول قانون في التاريخ وزادهم خاني ليؤكد إن الكردي له الكثير في تأسيس الحضارة البشرية فخلف أروع ما كتب في الأدب الكردي ومبدعا الشعر القصصي في هذا الأدب وذلك من خلال ممو وزين ديوانه الذائع الصيت في الشرق والغرب وكانت حياته مزدهرة بكل العلوم في عصره وأصبح ظاهرة أدبية كبيرة وطريق للكثير من الذين جاؤوا بعده من الشعراء وكتاب .ووفته المنية سنة (1708م)في بيازيد مدينة التي كان أحبها كثيرا... إن أبناءك سيتذكرونك دوما إنك أنت رمز لعظمة الإنسان .يااحفاد الخاني إلا يشبه هذا الواقع الذي نعيشه اليوم ذلك الواقع الذي كان الخاني يريد إن يتخلص منه ورغم كل التقدم في الحضارة نحن بقينا في ذلك القرن من التاريخ أو أكثر من ذلك تراجعا لندافع عن الجميع وننسى أنفسنا نحن المظلومين وليس غيرنا....أين انتم ياابناء الخاني .Chiaafrin 2008-12-14 nazmee1972@hotmail.com